6 استراتيجيات تساعدك على الشعور بالبهجة على الأمد الطويل

لقد تطوَّرت أدمغتنا بيولوجياً من أجل البقاء، وليس السعادة؛ لذا نتذكَّر التجارب السلبية أكثر من تلك الإيجابية كوسيلة لتوقُّع التهديدات المحتمَلة في بيئتنا، ومع ذلك، لا يؤدي القلق المفرط إلى حالة ذهنية سعيدة. في هذه المقالة سنستعرض بعض الاستراتيجيات التي تساعدك على الشعور بالبهجة على الأمد الطويل.

الصيف هو موسم التفاؤل؛ بشمسه المشرقة المضيئة وطقسه الدافئ الذي يحسِّن المزاج، ولكن لا تعتقد أنَّ سعادتك ستزداد زيادةً كبيرة في اللحظة التي ننتهي فيها من هذا الوباء إلى الأبد، على الرغم من أنَّ تلقي اللقاح أو أحلام اليقظة حول حفلات العشاء وعناق الأحباب قد يمنحك دفعة من الفرح، لكنَّ نشوة الفرح عابرة للأسف.

لقد قالت “ريا أوينز” (Rhea Owens)، أستاذة علم النفس المُساعِدة في جامعة مينيسوتا دولوث” (University of Minnesota Duluth) والتي تُجرِي بحثاً حول أنشطة علم النفس الإيجابي في إجراءات تقديم الاستشارات: إنَّ اللوم يقع على “تكيف المتعة”؛ وذلك لأنَّه عندما تحدث أشياء جيدة أو سيئة، نشعر في البداية بارتفاعٍ أو انخفاض في مستويات سعادتنا العامة.

ويعني تكيف المتعة أنَّنا – بمرور الوقت – نتمسَّك بالموقف الذي كنا نشعر فيه بالسعادة قبل وقوع حدث جديد جيد أو سيئ، حتى لو كان الموقف الجيد مستمراً مثل الحصول على وظيفة أحلامك، ومن أجل الحفاظ على هذه المشاعر الإيجابية، ستحتاج إلى العمل عليها قليلاً.

في الواقع، لقد تطوَّرت أدمغتنا بيولوجياً من أجل البقاء، وليس السعادة؛ لذا نتذكَّر التجارب السلبية أكثر من تلك الإيجابية كوسيلة لتوقُّع التهديدات المحتمَلة في بيئتنا، ومع ذلك، لا يؤدي القلق المفرط إلى حالة ذهنية سعيدة.

إنَّ السعادة في نهاية المطاف هي ممارسة يومية أكثر من أي شيء آخر؛ لذا قد يجعلك الحصول على لقاح فيروس كورونا سعيداً لبعض الوقت، لكنَّه لن يجلب لك السعادة على الأمد الطويل، ولحسن الحظ، وجد الباحثون خطوات تساعدك على السعادة، والأجمل من ذلك أنَّ هذه الاستراتيجيات تُعَدُّ مثاليَّةً في لحظاتٍ كالتي نعيشها عندما نشعر بالأمل، ولكن لا نجد طريقاً واضحاً للوصول إليه:

1. تقبُّل مشاعر الضيق:

في حين أنَّ العديد من الناس بدؤوا يشعرون بتغيير الوضع، لا يزال العديد يشعرون بحزنٍ عميق.

تقول الاختصاصية النفسية” (شانون ساوث) (Shannon South): “لا بأس في ألَّا تستمتع بهذه المرحلة من الحياة، ودَع هذا يكون إذناً بالإحساس بأية مشاعر”. كما تقول الدكتورة “ريا”: “إذا كنت لا تسمح لنفسك بالشعور بالسعادة لأنَّك تشعر بالقلق من الأخبار المستقبلية السيئة، فلا بأس في ذلك أيضاً؛ حيث يُسمَّى هذا بالتشاؤم الدفاعي، والذي قد يساعد الناس على الشعور بمزيدٍ من التحكُّم بالموقف السيئ.

كما أنَّه في وقتٍ كهذا، وفي وجود علامات مقلقة على المزيد من المشكلات في المستقبل، مثل الذي حدث في إيطاليا وإسبانيا اللتين تفرضان حظراً جديداً، وفي ظل ارتفاع الحالات في العالم، فمن الطبيعي ألَّا تكون مستعداً للشعور بالتفاؤل بعد”.

2. الاستمتاع بكل شيء:

ربما تعانق أصدقاءك لأوَّل مرَّة بعد وقتٍ طويل في هذا العام، وسوف تستمتع بذلك، ولكن ثمَّة متعة في الأشياء اليومية أيضاً، مثل الشعور بأشعة الشمس الدافئة، والتجوُّل في الشوارع، ومشاهدة مباريات كرة القدم؛ بعبارة أخرى، استمتع بكل شيء جيد يحدث لك، مهما كان بسيطاً.

3. البحث عن أكبر عدد ممكن من الأشياء التي تثير الدهشة:

في العِقد الماضي، كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الدهشة والسعادة والصحة الجيدة، وفي عام 2013، بدأ مختبر التفاعل الاجتماعي “بجامعة كاليفورنيا، بيركلي” (University of California, Berkeley) “مشروع الذهول” (Project Awe) لدراسة النقاط المشتركة بين الذهول والسعادة.

وفي إحدى الدراسات المنشورة في مجلة “إيموشن” (Emotion) في عام 2015، كان المشاركون من طلاب الجامعات الذين عانوا من مشاعر إيجابية أكثر، يمتلكون مستويات أقل من “الإنترلوكين 6” (interleukin-6)، وهو علامة على الالتهاب، وكان المشاركون الذين يمتلكون مستويات أدنى من “الإنترلوكين -6” هم المشاركون الذين أبلغوا عن شعورهم بالدهشة في أغلب الأحيان.

قد تجعلنا الدهشة أيضاً أكثر كرماً؛ إذ نشرت مجلة “بيرسونالتي أند سوشال سايكولوجي” (Personality and Social Psychology) ورقة بحثية ضمَّت خمس دراسات مختلفة حول مشاعر الدهشة والسلوك و”الإيجابية الاجتماعية”، ووجد الباحثون أنَّ الشعور بالدهشة، يجعل المشاركين أكثر كرماً تجاه الآخرين، وأكثر أخلاقية في اتخاذ قراراتهم.

ربما يشرح هذا البحث لماذا يُعدُّ الحصول على اللقاح بمنزلة زيادة في هرمون السيروتونين للكثيرين؛ وذلك لأنَّك تشعر فجأة بأنَّ المستقبل أكثر إشراقاً، وتشعر أيضاً بالدهشة من عجائب العلم الحديث.

يقول “ألين كلاين” (Allen Klein) مؤلف كتاب “عامل الدهشة” (Awe Factor): “إذا لم تجعلك الإبر تشعر بالدهشة، فلا بأس بذلك، فقد يراودك هذا الشعور من خلال المشي حول المبنى”، وتُعدُّ إحدى استراتيجياته المفضَّلة لضمان جرعته اليومية من الدهشة، هي الخروج للتنزُّه وعدم التفكير في أي شيء، والتركيز على إيجاد الأعاجيب في الأشياء الصغيرة الموجودة حوله.

4. التعبير عن الامتنان والتصرُّف بلطف:

تؤكد الدكتورة “ريا” أنَّ الأعمال اللطيفة تساعد على زيادة مستويات السعادة لدى الأشخاص، ولكن، يحدث هذا بحدٍّ معيَّن؛ إذ وجدت مراجعة للدراسات المنشورة في مجلة “إكسبيريمينتال سوشال سايكولوجي” (Experimental Social Psychology) في عام 2018، أنَّ فوائد الأفعال الطيبة ضئيلة، لكنَّها موجودة.

قد يفيدك أيضاً مجرد التفكير في الأعمال الجيدة التي قمت بها في الماضي؛ إذ وجدت دراسة نشرها باحثون من “جامعة كاليفورنيا” (University of California) في مجلة “بوزيتيف سايكولوجي” (Positive Psychology) عام 2021 أنَّ التفكير في الأعمال اللطيفة السابقة يحسِّن السلامة بمعدل مماثل للخروج والقيام بأعمال جيدة جديدة؛ ولكن لا يعني هذا أنَّه لا يتعيَّن عليك القيام بأعمال لطيفة أخرى، ولكن إذا لم تتمكَّن من الخروج من المنزل لمساعدة أي شخص، فحاول التفكير مرة أخرى في الوقت الذي قمت فيه بشيءٍ كهذا.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/eBKjuIDmH60?rel=0&hd=0″]

5. إدراك أنَّ السعادة وحدها لا تكفي:

إذا كنت تعاني من الاكتئاب طيلة فترة الوباء، فقد لا يكون العمل على تعزيز سعادتك هو العلاج الوحيد المناسب، كما قال الطبيب النفسي “جيف ديتزل” (Jeff Ditzell): “إنَّ السعادة ليست عكس الاكتئاب؛ إنَّما عكس الاكتئاب هو عدم الشعور بالاكتئاب”.

كما قالت الدكتورة “شانون”: من حُسن الحظ أنَّ ظروف العديد من الناس قد تكون السبب وراء اكتئابهم؛ إذ نظرت دراسة أجراها باحثون في “جامعة بوسطن” (Boston University) عام 2020 في أعراض الاكتئاب بين المشاركين قبل الوباء، ثم في أثنائه؛ فأبلغ المشاركون عن أعراض اكتئاب أكثر من ثلاثة أضعاف، وعن معاناة من مشكلات مادية ومستويات عالية من التوتر مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب في أثناء الوباء.

إذا كنت قد عانيت من أعراض الاكتئاب خلال السنة الماضية، فقد تشعر أنَّ اكتئابك يقلُّ شيئاً فشيئاً مع الحدِّ من تفشِّي الوباء، وربما لا، وحينها، يجب أن تذهب إلى اختصاصي الصحة العقلية.

6. التخطيط لممارسة بعض الأنشطة:

على الرغم من أنَّنا ما زلنا لا نعرف متى ستعود الزيارات العائلية والحفلات الكبيرة والأنشطة التي كنا نفعلها من قبل، قد يساعدك التخطيط لممارسة بعض الأنشطة الآمنة على الشعور بالتفاؤل، وفي الواقع، يضاهي تخيُّل حدث ممتع قوة تأثير النشاط نفسه، وربما يكون من السابق لأوانه أن تدعو عائلتك لتناول العشاء معك، ولكن يمكنك بالتأكيد فتح كتاب طبخ لبدء التخطيط لقائمة الطعام، وعندما يحين يوم الدعوة، لا تنسَ أن تستمتع بكل شيء مهما كان بسيطاً.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!