7 طرق مثبتة علمياً لزيادة اليقظة والانتباه والتركيز

إذا كان هدفك هو تحسين أداء عملك، فهناك وسائل أفضل للبقاء يقظاً من مجرد تخمير كوب رابع من قهوتك المفضلة، ذلك أنَّ تبني استراتيجيات طويلة الأمد لذهن أكثر تركيزاً ويقظةً يمكن أن يهيئك لتكون أكثر فعالية وإنتاجية في العمل وفي الحياة. سنقدم إليك في هذا المقال 7 نصائح علمية لتستبدل طريقة عملك الحالية وتبقى متيقظاً دائماً.

Share your love

وحتى إذا كنت من محبي الشاي أكثر، ففي كلتا الحالتين يمكن أن تساعدك جرعة الكافيين على البقاء في حالة تأهب ويقظة ذهنية، حتى أنَّ بعض الدراسات تربط شرب القهوة بتحسن النتائج الصحية عموماً.

ولكن إذا كان هدفك هو تحسين أداء عملك، فهناك وسائل أفضل للبقاء يقظاً من مجرد تخمير كوب رابع من قهوتك المفضلة، ذلك أنَّ تبني استراتيجيات طويلة الأمد لذهن أكثر تركيزاً ويقظةً يمكن أن يهيئك لتكون أكثر فعالية وإنتاجية في العمل وفي الحياة.

إذا كنت في ريب من كيفية البدء، سنقدم إليك 7 نصائح علمية لتستبدل طريقة عملك الحالية وتبقى متيقظاً دائماً:

1. إطلاق العنان لأفكارك:

يعد بقاؤك في حالة تركيز أمراً ضرورياً لإنجاز العمل والقيام به على أكمل وجه؛ لكن إطلاق العنان لذهنك وأفكارك قد يبدو للوهلة الأولى ذا نتائج عكسية، لكنَّه يتيح لك الخروج عن المسار المألوف مما يؤدي إلى تحسين حالة اليقظة وبالتالي زيادة الإنتاجية.

تتطلب كل المهام قدرة ذهنية إلى حد ما، إلا أنَّ التركيز يتطلب صفاء الذهن، وإذا كنت ممن يصبون جل تركيزهم على مهمة واحدة فقط باستمرار، فسيكون لزاماً على عقلك أن يعمل بجهد أكبر من أجل مقاومة التفكير في أمور أخرى مما يسبب الإرهاق، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض التركيز والإنتاجية.

لذا كن حذراً قبل أن تبدأ بالتخطيط لما ستفعله في وقت لاحق؛ حيث يقول باحثو علم النفس: في حين أنَّ إطلاق العنان للذهن عن سابق تصميم بإمكانه تحسين القدرة على البقاء في حالة يقظة وانتباه، فإنَّ لأحلام اليقظة العرضية تأثير معاكس تماماً.

لذا فإنَّ أفضل طريقة للاستفادة من أن تسرح بأفكارك هو استخدامه كأداة استراتيجية؛ فعلى سبيل المثال: إذا واجهت صعوبة في التركيز، فخذ استراحة للقيام بمهمة أخرى لحل المشكلات، ثم عد إلى مهمتك الأولى؛ وحينها إلى جانب حصولك على منظور جديد لمهمتك الأولى ستحرر عقلك عندما تتحقق من مهمة جديدة في قائمة مهامك.

2. الاستراحة من العمل:

قد لا يكون خيار الاستراحة سهلاً لبعضهم وخاصة عند الانشغال بالعمل، لكنَّ المشكلة تكمن في العمل لفترة طويلة دون توقف لأنَّه لا يأتي بثماره كما هو متوقع، حيث إنَّ دماغك بحاجة لاستراحة قصيرة كل فترة كي يبقى في حالة من التركيز.

لا يعني هذا بالطبع أن تتسلل خلسة وتترك عملك كلما راودتك نفسك؛ بل المقصود أن تعي متى وكيف تأخذ استراحة لتحسين يقظتك وتركيزك جذرياً.

تُظهِر الدراسات أنَّ هناك دورة لليقظة، فمعظم الناس لا يستطيعون التركيز لمدة أطول من 90 دقيقة دون الحاجة إلى استراحة لمدة 15 دقيقة، ويتفق العلماء على أنَّ مفتاح تعزيز التركيز هو صرف انتباهك تماماً عما كنت تفعله من قبل، فبدلاً من التركيز على مهمة عمل أخرى أو حتى تفقُّد بريدك الإلكتروني يمكنك حل أحجية ما أو الخروج للمشي أو إجراء مكالمة هاتفية مع صديق.

3. تدريب العقل:

إنَّه لأمر جيد أنَّ أدمغتنا مرنة؛ حيث تستطيع تدريب نفسك لاكتساب أي عادة تريدها، بما في ذلك اليقظة والتركيز.

يشكل التركيز على الأنشطة المعززة للإدراك -والتي تعني ممارسة الألعاب التي تتطلب تفكيراً استراتيجياً- إحدى السبل لتدريب نفسك، فوفقاً لدراسة أُجريت عام 2015 تبين أنَّ البالغين الذين يقضون 15 دقيقة في اليوم مدة 5 أيام في الأسبوع في ممارسة أنشطة تدريب الدماغ مثل الكلمات المتقاطعة، زادت نسبة تركيزهم.

إنَّ التدريب الذهني والتأمل من السبل الإضافية لتدريب عقلك على التركيز، وفي حين يؤكد البحث العلمي أنَّ له مجموعة كبيرة من الفوائد الصحية، أشارت مراجعة عام 2011 إلى أنَّ التدريب الذهني من الممكن أن يحسن الانتباه والتركيز والذاكرة.

إذا كان الابتعاد مع حصيرة اليوغا لممارسة التأمل الكامل ليس ممكناً فابدأ بشيء أسهل؛ اجلس في مكتبك وخذ نفساً عميقاً لعدة مرات بينما تركز على إحساسات جسدك كما يمكنك استشعار محيطك ببساطة عن طريق حواسك الخمس.

إنَّ تمرينات بسيطة كهذه يمكنها تهيئة الدماغ ليكون متأهباً ومركزاً حينما يتطلب الأمر ذلك.

4. ممارسة التمرينات الرياضية:

يرتبط دماغك وجسدك ارتباطاً وثيقاً، مما يعني أنَّ ما تفعله جسدياً له تأثير مباشر على كيفية شعورك عقلياً. ومن وسائل تحسين وظيفة الدماغ لتبقى متيقظاً في العمل هي التمرينات الروتينية، حتى وإن كانت المشي السريع أو ممارسة اليوغا بضع مرات في الأسبوع.

تُظهِر البحوث باستمرار أنَّ الأشخاص الذين يمارسون تمرينات روتينية ولديهم لياقة بدنية عالية هم أكثر فعالية في إنجاز المهام الإدراكية التي تتطلب اهتماماً مستمراً، كما بينت دراسة أخرى أنَّ البالغين الأكبر سناً الذين يتمرنون أكثر من 75 دقيقة في الأسبوع كانت نسبة الانتباه والتركيز لديهم أعلى.

يمكن للتمرينات أن تعزز من إنتاجيتك بطرائق عديدة؛ فهي مثلاً تُساهم في إفراز الإندورفينات (هرمونات السعادة) التي لها القدرة على تحسين تحكُّمك في دوافعك والتي بدورها يمكن أن تساعدك على التركيز ومنع التشتت.

ستلاحظ أيضاً أنَّ بقاءك في حالة نشاط يعزز مستويات الطاقة الفيزيائية العامة التي تساعدك على تجنب النوم وأنت على مكتبك.

5. تنظيم مساحتك المكتبية:

إذا واجهتك أوقات عصيبة في التركيز على مهمة واحدة في عملك، فمن المؤكد أنَّ أول ما ستفعله هو النظر حولك، وعلى الأغلب أنَّ الفوضى في مكتبك تعكس الفوضى القائمة داخل ذهنك.

وتبعاً للبحوث العلمية فإنَّ الدقائق القليلة التي تقضيها في ترتيب محيطك لها تأثير كبير على قدراتك المعرفية، كما وجدت مجموعة من الباحثين أنَّ الفوضى في بيئة المرء تقلل في الواقع من قدرة الدماغ على التركيز ومعالجة المعلومات من خلال خلق إلهاء إضافي.

لذلك، في المرة القادمة التي تعاني فيها من قلة التركيز على أمر ما، ألقِ نظرة على محيطك، ولا داعي للقلق فلست ملزماً بتجديد كامل مكتبك؛ بل عليك بترتيب الفوضى على مرأى بصرك لتستطيع إنجاز مهمتك، وستُدهَش من تأثير اقتطاع عشر دقائق من وقتك للتنظيف.

6. تحسين نومك:

تسيء قلة النوم في الليل إلى يقظتك وتركيزك، ومهما استهلكت من المشروبات المنبهة فإنَّ حرمانك من النوم لليلة واحدة يمكن أن يتداخل مع السيطرة على النفس والانتباه.

قد لا يُشعرك ترك العمل باكراً للحصول على قسط من الراحة بالإنتاجية، لكنَّ ضمان حصولك على قدر كافٍ من النوم يعود بالنفع على دماغك وعملك على الأمد الطويل.

تذكر أنَّك بقدر ما تريح جسدك ينعكس ذلك على عقلك، فإذا أردت البقاء متيقظاً في أثناء العمل يجب عليكَ ألا تُرهِق نفسك بالعمل فوق استطاعتك حتى لا تفقد راحتك، وإذا لم تكفيك 8 ساعات من النوم فخذ قيلولة خلال النهار؛ فقد بينت الدراسات فوائد القيلولة على تحسين التركيز والطاقة.

7. التأني:

 نحن جميعاً مذنبون بحق أنفسنا عندما نبذل قصارى جهدنا في أكوام من المهام التي لا تنتهي، ولكن إذا كان لديك الكثير لفعله فإنَّ العجلة في قائمة المهام لن تكون في صالحك، فلكي تنهي كل مهامك بفعَّالية، عليك التأني ودراسة كل خطواتك؛ وذلك لأنَّك ستوفر الوقت في تصحيح الأخطاء وتحافظ على تركيزك.

يعود التفسير العلمي لأهمية عدم الاستعجال إلى علم الأعصاب الأساسي، فلأدمغتنا نظامان للتفكير: نظام تلقائي سريع وآخر بطيء منطقي. ليس بالضرورة أن يكون هذا أمراً سيئاً، فمن الطبيعي أن تفزع عندما يطاردك نمر سيبيري ذو أسنان حادة، لكنَّ الإسراع في الابتعاد عن مفترسك يُعرِّض قدرتك على التركيز للخطر أيضاً.

من ناحية أخرى، يُنشِّط التروي جهازك العصبي اللاودي، مما يخفف من حدة مشاعر القلق ويفعِّل الجزء المنطقي من دماغك، وبذلك لن تتمكن فقط من التركيز على المهمة عندما تتعمد التمهل عقلياً وجسدياَ؛ بل وستخرج بأفكار إبداعية لحل المشكلات أيضاً.

أفكار أخيرة:

لا تجزع إذا واجهت عقبات من أجل البقاء يقظاً ومركزاً وعلى أهبة الاستعداد، فحتى الأشخاص المنتجون يجدون أنفسهم في روتين ممل من وقت لآخر، فما يهم حقاً هو أن تراقب نفسك حتى تتدخل في الوقت المناسب إذا انحرفت عن المسار الصحيح.

 ومن خلال تنفيذ استراتيجيات مبنية على العلم لتبقى يقظاً ومركزاً، لن تصبح أكثر فعالية في عملك فحسب؛ بل ستجني أيضاً فوائد ذهنية وجسدية يمكنها أن تحسن حياتك كلها.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!