5 أمور تساعدك على اكتشاف نقاط قوتك

يقدم أفضل الموظفين مواهب ومهارات مفيدةً لا يستطيع أيُّ شخص آخر تقديمها، لكن أحياناً نتغاضى عن هذه المواهب ونقاط القوة أو لا نستفيد منها، وأحياناً نخطئ بينها وبين نقاط الضعف، عندما لا نعرف نقاط القوة لدى بعضنا، فإنَّنا لا نزيد من فاعلية المناقشات التي يمكن أن نجريها معاً، ولا نستخدم مواهبنا بكفاءة.

يساعدنا تخصيص بعض الوقت على الكشف عن كل نقطة من نقاط قوتنا في فهم سبب تواصل الأشخاص بطرائق معينة، وما هي المعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ القرارات المناسبة، كما يوفر لنا القيام بذلك رؤية عميقة حول طريقة تعديل أساليب التواصل الخاصة بنا لتكون أكثر فاعليةً، ويساعدنا على معرفة السبب الذي يجعلنا نستخف بآراء أشخاص معينين، في الوقت الذي نتعاون فيه مع غيرهم.

خلال العمل، هل سبق وواجهت إحدى هذه السيناريوهات؟

  • هل كنت مشاركاً في جلسة عصف ذهني ولاحظت أنَّ بعض الأشخاص يطرحون الكثير من الأفكار، بينما يصغي الآخرون بصمت؟
  • هل كان لديك مشرف يبحث باستمرار عن المزيد من البيانات والحقائق قبل اتخاذ قرار بشأن البدء بمشروع جديد، بينما كنت أنت مستعداً للبدء بالمشروع قبل أن تتحدث معه؟
  • هل كان لديك زميل يوقف الاجتماعات ويتجول في الغرفة ليرى فيما إذا كان لدى أي شخص آخر ما يقوله، ممَّا يؤدي إلى إطالة مدة الاجتماع أكثر من اللازم؟
  • هل كان لديك زميل يحاول التقدم دائماً بعشر خطوات على الآخرين في أثناء التفكير في مشروع ما، بينما تحاول أنت التركيز فقط على ما يجب عليك القيام به مع حلول نهاية اليوم؟

هذه مجرد أمثلة قليلة عن نقاط القوة المتنوعة التي تُطبَّق في مكان العمل؛ حيث تختلف طريقة التفكير والأفعال بين شخص وآخر، وعلى الرغم من أنَّ بعض الإجراءات قد تكون محبطة بالنسبة إليك، إلا أنَّها ليست سيئةً بالضرورة، فهذه هي الطريقة التي يستخدم بها الآخرون قوتهم لتقديم الإفادة في عملهم، ولا ينبغي التفكير فيها على أنَّها صحيحة أو خاطئة، ففي الحقيقة، قد تكون الطريقة التي تتصرف بها ضمن اجتماعات العمل محبطة للآخرين؛ فإذا كنت لا تعرف ما الفكرة التي يريد الشخص الآخر إيصالها، أو لماذا يكمل مهامه بتلك الطريقة، فقد يسبب لك الأمر للغضب.

على سبيل المثال، قد يفكر الأشخاص الصامتون في جلسة العصف الذهني في الأمور التي سيقولونها وكيفية القيام بذلك، وقد لا يتحدثون كثيراً، ولكن عندما يفعلون ذلك، تكون أفكارهم منطقيةً ومدروسةً جيداً، ويمكن أن تكون أموراً لم يفكر فيها أحد من قبل.

شاهد بالفديو: 8 علامات قوة في شخصيتك، كيف تعرفها؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/03M274676eo?rel=0&hd=0″]

وذلك المشرف الذي يريد دائماً البيانات لدعم قراراته، قد يبدو لك كما لو أنَّه يمنعك من المضي قدماً؛ لكنَّه غالباً يحاول استيعاب العثرات المحتملة وإدارة المخاطر من أجل نجاح المشروع؛ فهو قلق بشأن إنجاز الأمور إنجازاً صحيحاً ومدروساً منذ البداية.

في حين يحرص الزميل المزعج الذي يمضي وقتاً إضافياً في التجول في قاعة الاجتماعات للحصول على تغذية راجعة على سماع آراء الجميع، وقد يؤدي قيامه بذلك إلى إطالة مدة الاجتماع؛ في حين أنَّ كل ما يريده حقاً هو التأكد من أنَّ المجموعة لا تفوِّت عليها أي تفاصيل، وأن يشعر جميع الحاضرين بالتقدير وبأنَّهم يحصلون على الفرصة لعرض أفكارهم ووجهات نظرهم.

أما زميلك الذي يتقدم بالفعل بـ 10 خطوات على الآخرين؛ فهو يفعل ذلك لأنَّه يخطط للمستقبل، وكيف سيبدو المشروع الذي يعمل عليه، من الهام بالنسبة إليه أن يكون مصدراً للإلهام من خلال التفكير فيما يمكن أن يكون عليه، وكيف سيؤثر ما ينجزه إيجاباً في الصورة الشاملة.

تحديد نقاط القوة:

عندما نفكر بالسيناريوهات السابقة بهذه الطريقة، يمكننا أن نرى كيف يستخدم الموظفون وزملاء العمل والمشرفون نقاط قوتهم لتعزيز فرقهم، ولكن عندما نواجه مثل هذه الحالات، يبدو أنَّ الأشخاص الذين نعمل معهم يحاولون بكل ما أوتوا من قوة لجعل عملنا أكثر صعوبةً، بينما في الواقع هم يطبقون مَواطن قوتهم في العمل تطبقاً خاصاً بهم.

القوة أمر فطري، ويمنحنا رضا كبيراً عن النتائج التي نحققها؛ حيث نمتلك جميعاً نقاطاً للقوة، حتى لو لم تدرك ذلك، فأنت تتصرف دون وعي بطرائق معينة بسبب نقاط قوتك، وعلى الرغم من أنَّه من الرائع أن نمتلكها جميعاً، ولكن كيف يمكننا التعرف إليها بصورة استباقية لأنفسنا وللآخرين؟ كيف يمكن أن يمنحنا تحديد نقاط القوة هذه وجهات نظر حول طريقة تطبيقها؟ وبالمثل؛ كيف يمكن توظيفها لفهم زملائنا جيداً؟

إليك بعض الاقتراحات:

1. الاهتمام بنفسك:

قد يكون من الصعب القيام بذلك، وتحديد ما الأمور التي تجعلك مميزاً، ومعرفة المواهب والخبرات التي يمكنك تقديمها؛ حيث يجب أن تتجاوز الأساسيات المتعلقة بسؤال: “ما هي نقاط قوتي؟” وتسأل نفسك أسئلة محددة مثل:

  • لماذا يعتمد عليَّ زملائي أكثر؟
  • ما المهام التي أُضيِّع فيها الكثير من الوقت؟
  • ما الذي أعمل عليه الآن ومتحمس له جداً؟
  • ما الإنجاز الذي أفتخر به ولماذا؟

2. السؤال مباشرة:

عندما تحاول تحديد نقاط قوة زملائك في الفريق أو الموظفين، أعد صياغة الأسئلة المذكورة آنفاً واسألهم مباشرة:

  • في أي الأمور يعتمد زملاؤك عليك أكثر؟
  • ما المهام التي تضيِّع وقتك؟
  • ما الذي تعمل عليه الآن ومتحمس بشأنه؟
  • ما هو الإنجاز الذي تفتخر به ولماذا؟

“عندما نكون قادرين على التعرف إلى الأشخاص باستخدام نقاط قوتهم والبدء بتقديرهم، يمكن أن يحدث تغييراً حقيقياً”.

3. سؤال الآخرين:

توجد طريقة أخرى لاكتساب وجهات نظر عن نقاط قوة زملائك في العمل؛ وهي سؤال الأشخاص الذين تعمل معهم عملاً ثابتاً ومستمراً؛ كأن يكون الزميل الذي تشاركه المكتب أو موظفاً في قسم آخر، اسألهم:

  • ما نوع العمل الذي يميلون إلى إنجازه؟
  • ما الذي يحمِّسهم؟
  • ما المهام التي تجعلهم سعيدين؟
  • متى يبدون أكثر تفاعلاً؟

4. الملاحظة:

خصِّص وقتاً لملاحظة نقاط القوة لدى الآخرين في أثناء العمل؛ حيث لا يتعلق الأمر بالضرورة بما يفعلونه؛ وإنَّما بكيفية فعله؛ إذ يمكن لشخصين إنجاز المهمة نفسها، لكن تختلف الطريقة التي يقوم بها كل منهما، ففي حين يجمع شخص ما البيانات لاتخاذ قرار، قد يتحدث شخص آخر إلى زملائه ويجمع الخبرات والتجارب السابقة، لاحظ طريقة إنجاز الآخرين لمهامهم بنجاح، ولا تحوِّل هذا الأمر إلى مهمة بحثية؛ وإنَّما افعل ذلك فعلاً غير رسمي لملاحظة زملائك في العمل وهم يتصرفون تصرفاً طبيعياً.

5. إجراء تقييم:

تساعدنا العديد من التقييمات على تحديد كيفية وسبب عملنا بالطريقة التي نعمل بها؛ فمن خلال تطبيق بعض التقييمات في مؤسستك، ستجعل امتلاك لغة تفاهم مشتركة بين الجميع أمراً متاحاً؛ حيث يفهمون نقاط قوة بعضهم بعضاً بسهولة أكبر.

عندما نكون قادرين على التعرف إلى الأشخاص باستخدام نقاط قوتهم وتقديرهم، يمكن أن يحدث تغييراً حقيقياً، ثم سنلاحظ بعدها كيف يتطلع الموظفون إلى الذهاب إلى العمل، واكتساب المزيد من التفاعلات الإيجابية مع الآخرين، والتوصل إلى حلول مبتكرة للمهام المعقدة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!