إدارة الخلافات: “عندما توضع قيمك على المحك!”

عندما يُفقَد الحوار بين الأشخاص، وتغيب النيَّة الطيبة ويسود سوء الظن، ويطغى الانفعال على المحاكمة العقلية للأمور فيُترك للغضب إدارتها وحلها، عندها نستطيع أن نقول أنَّنا في حاجة ماسَّة إلى فن إدارة الخلافات بيننا. فكيف لنا أن ندير خلافنا وغضبنا ونكسب ذاتنا والآخر، ولماذا نصل إلى الخلاف أصلاً، هذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال.

عندما يُفقَد الحوار بين الأشخاص، وتغيب النيَّة الطيبة ويسود سوء الظن، ويطغى الانفعال على المحاكمة العقلية للأمور فيُترك للغضب إدارتها وحلها، ويُبنى التعامل مع الطرف الآخر على أساس الندِّية والتشفِّي، لا على أساس الأخوية، ويُؤوَّل أي تصرُّف على أنَّه مساس بالكرامة الإنسانية، ويتصدر الإيجو المشهد كله، ويُنظَر إلى أيَّة كلمة طائشة تُنطَق من قبل الآخر على أنَّها طعنٌ في صميم الوجود؛ يُؤسَّس عليها كثيرٌ من الأحقاد والمشاعر السلبية والتراكمات المؤذية والانفعالات اللامنطقية؛ وعندها نستطيع أن نقول أنَّنا في حاجة ماسَّة إلى فن إدارة الخلافات بيننا، لأنَّنا نفقد كثيراً من طاقتنا وفرصنا وإنسانيتنا ورُقينا، كما نبتعد عن أقرب الأشخاص إلينا، من جرَّاء سوء تعاملنا مع الخلافات، فلا ضير من وجود الخلافات فيما بيننا، ولكنَّ الصعوبة الحقيقية عندما نعطي الانفعال أحقيَّة السيطرة على الموقف بأسره، ونسمح للخلاف بالامتداد الشاسع إلى أن يبتلعنا ويشوِّه دواخلنا ويتحكم في حياتنا وقراراتنا.

كيف لنا أن ندير خلافنا وغضبنا ونكسب ذاتنا والآخر، ولماذا نصل إلى الخلاف أصلاً، هذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال:

1. السيطرة على الانفعال:

تُعَدُّ عدم القدرة على ضبط الانفعالات سبباً أساسياً وراء معظم خلافاتنا، فكم من مرة غضبت من شخص ما وتسرعت في ردة فعلك، فتكلمت بأشياء جارحة وقاسية جداً، إلَّا أنَّك أحسست بالندم بعد ذلك، وشعرت أنَّه كان في الإمكان علاج الموضوع بطريقة مختلفة تماماً، بحيث لا تخسر نفسك والآخر؟ وكم خسرت من زملاء عمل أو أصدقاء أو حتى أفراد من العائلة، لمجرد أنَّك غير قادر على التحكم في انفعالاتك معهم؟

إنَّ قدرتك على إدارة الانفعال بمثابة قدرتك على استخدام مهاراتك وقدراتك بالشكل الأمثل من أجل مواجهة متغيرات الحياة الحتمية.

يعتقد كثيرون أنَّ التصرف الأمثل أمام إساءة شخص لنا بأن نهاجمه على الفور، وإلَّا سيعتقدنا ضعفاء، دون أن ندري أنَّنا في هذه الحالة سمحنا للطرف الآخر بالتحكم في مشاعرنا وقيادة ردود أفعالنا، وهذا منتهى الضعف في الواقع.

كان حريٌّ بنا أن نُعمِل عقلنا في الرد، وليس جانبنا الانفعالي، ويتحقَّق ذلك بأن نعطي أنفسنا مساحة قصيرة من التفكير قبل أن نرد، حيث تمنحنا هذه المساحة المقدرة على ترويض الجانب الانفعالي، والسماح للجانب العقلي بإدارة الأمر.

على سبيل المثال: إن وجَّه إليك شخص ما إهانة جارحة؛ هنا عليك أن تفكر قليلاً وتدرك أنَّك الأقوى والأرقى، وأنَّه عاملك بتلك الطريقة كونه شخص لا يملك احتراماً لذاته، ومن ثمَّ تدير الحوار بذكاء، فتعبِّرعن رفضك لهذا الأسلوب ولكن بطريقة راقية، كأن تقول له: “أنا أحترمك، ولكن هل تعتقد أنَّ هذا الأسلوب هو الأنجح للتعبير عن فكرتك؟ يجمعنا كثيرٌ من الأمور المشتركة وبإمكاننا الحوار للوصول إلى الحل المناسب”.

شاهد بالفيديو: 15 قاعدة بسيطة لكسب احترام الآخرين

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/dOxcPYFfxLc?rel=0&hd=0″]

2. القيم:

يملك كل شخص قيماً مختلفة عن الآخر، ومن الممكن أن يؤدي تشوُّه قيمة القوة لدى أحدهم إلى اعتماده أسلوباً خاطئاً في التعامل مع الآخر. فقد تكون ممارسات مستهجنة مثل الصراخ والشتيمة والضرب والإيذاء والإساءة؛ شكلاً من أشكال التعبير عن القوة لدى بعض من البشر؛ فنحن بحاجة هنا إلى إعادة النظر في قيمنا وإلى الأشكال التي نتخذها في تعبيرنا عن هذه القيم.

يُعَدُّ الرقي وحسن الكلام وإدارة الغضب قمَّة القوة الإنسانية، وكلَّما سعى الإنسان إلى الارتقاء بذاته وأخلاقه؛ ازداد تواضعاً وحكمة ووعياً.

3. الجذور:

يغضب كثيرٌ من الأشخاص جرَّاء كلمة بسيطة، ويبكي بعضهم جرَّاء موقف صغير لا يستدعي البكاء، وهنا علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال بعد انتهاء مرحلة الانفعال: “هل يستحق ما قاله لي الطرف الآخر كل ذلك الانفعال؟” وإن كانت إجابتك بأنَّه لا يستحق، فهنا عليك أن تسأل نفسك السؤال التالي: “تُرى ما الذي يكمن وراء انفعالي اللامنطقي؟”، وتبدأ هنا رحلة اكتشاف الذات والغوص فيها، فقد تختبئ كثير من المشاعر العميقة وراء غضبك؛ مثل: مشاعر عدم تقدير الذات، أو مشاعر رفض الواقع، أو مشاعر الإهمال العاطفي الشديد، أو مشاعر الضعف وعدم القدرة على التعاطي مع متغيرات الحياة، وهنا عليك أن تُعيد بناء صورتك الذاتية الإيجابية، وأن ترفع من ثقتك بنفسك، كأن يكون لك هدف ورسالة حقيقية تسعى إلى تحقيقها في الحياة، وأن تعي أنَّ اللّه قد وهبك كل القدرات والملكات لكي تتطور في الحياة وتصبح أفضل نسخة من ذاتك، وأن تتبنَّى طريقة إيجابية في التفكير، بحيث تركز على ما لديك وتسعى إلى تطويره، لا أن تركز على ما ينقصك.

4. التفسير الخاطئ:

نحن نتعرَّض جميعاً إلى كثير من المواقف المستفزَّة، ولكنَّ الفارق يكمن في ردة فعلنا نحوها وفي تفسيرنا لها، حيث يرى البعض فيها فرصة حقيقية لاكتشاف مدى قدرته على ضبط الانفعالات، في حين يرى الآخر أنَّها تهديد قوي وصريح له ولشخصه، وبحاجة إلى الرد الفوري عليها.

على سبيل المثال: يرى الأب الناضج أنَّ التصرف الطائش الذي قام به ابنه المراهق يدل على سوء إدارته لانفعالاته خلال تلك السن، بينما يضخم الأب غير الواعي المسألة ويقهر ولده نفسياً. ويكمن الفرق بين كلتي الحالتين في طريقة تفسير الأمر من قبل الأبوين.

5. الانسحاب:

يُعَدُّ الانسحاب من أكثر الأسباب تعظماً للخلافات بين الناس؛ إذ يؤدي اعتماد الصمت كأسلوب للرد على انفعال الطرف الآخر علينا، إلى كثير من المشكلات ويسبب زيادة في حدَّة انفعال الطرف الآخر وجنونه، حيث يوحي الصمت باللامبالاة والاستهتار بالطرف الآخر.

ومن جهة أخرى، يثور الخلاف ويكبر في حال اعتماد الشخص أسلوب الانفصال عن الشخص المُنفعل، كأن يتركه يتكلم وحده ويذهب إلى مكان آخر. لذلك كان لزاماً علينا البقاء في ذات المكان مع الشخص المنفعل، وأن نعتمد لغة جسد قوية ونبرة صوت واضحة، ونُسيِّر الانفعال إلى حوار بنَّاء بيننا وبينه.

6. التشعب:

يطول الخلاف ويكبر كثيراً في حال تبنِّي أحد الطرفين سياسة التشعب، حيث يبدأ في فتح ذكريات الماضي كأن يُذكِّر الطرف الآخر بكل ما اقترفه من تصرفات سلبية في حقه، الأمر الذي يُشعِل الأمور بينهما ويشوِّه المودة والرحمة، ويحوِّل الخلاف إلى خناق وفراق.

7. عدم احترام الاختلاف:

يرغب كثيرون في رؤية الأشخاص نسخة طبق الأصل عنهم، دون الانتباه إلى اختلاف القيم بين جميع الناس، أو تقبُّل اختلاف الآخر عنهم؛ الأمر الذي يُثِير حفيظتهم عند اعتماد الآخرين أساليب تعامل وتوجهات مختلفة عنهم.

وهنا يجب على الإنسان أن يحتفي بالاختلافات بينه وبين الآخرين، لأنَّها فرصةٌ تُطوِّر مداركه وتُوسِّع وآفاقه.

8. الأوامر:

يؤدي اتِّباع أسلوب الأوامر إلى نشوء خلافات بين الأشخاص؛ فقد تشعر الزوجة مثلاً بكثير من الانزعاج في حال طلبَ الزوج منها شيئاً ما بأسلوب الأمر. يستطيع الأشخاص اعتماد الأساليب اللطيفة للطلب، كأن يقول الزوج لزوجته: “هل تستطيعين إعداد الغداء لنا من فضلك؟ فلا يوجد أشهى من طعامك على الإطلاق”، يؤدي هذا التغيير البسيط في طريقة الطلب إلى كثير من النتائج الإيجابية.

9. التوقيت:

يتجاهل أغلبنا التوقيت المناسب للنقاش؛ الأمر الذي يزيد من احتمالية تحوِّل النقاش إلى خلاف ومن ثمَّ إلى خناق. فعلى سبيل المثال: قد يثور الرجل في حال فتحت الزوجة موضوعاً معه في فترة ما قبل الغداء، وقد تكبر المسألة وتتأزم لأنَّ الرجل لم يكن مستعداً للحوار في ذلك التوقيت.

10. التراكمات النفسية:

يتَّبع كثيرٌ من الناس أسلوب الكبت، فلا يُفصِحون إلى الطرف الآخر بما يعتمل في قلوبهم من مشاعر سلبية، خوفاً من خسارته؛ الأمر الذي يؤدي إلى نشوء تراكمات نفسية لابدَّ لها من التنفيس، وقد تظهر على شكل انفجار مفاجئ عند الطرف الآخر، أو على شكل أمراض نفسية جسدية؛ مثل تسرُّع ضربات القلب، آلام الظهر والمعدة، والقولون العصبي، وصعوبات في التنفس والنوم، وصداع في الرأس، وارتفاع في ضغط الدم؛ إضافة إلى اضطرابات عاطفية مثل البكاء المستمر، والغضب على أصغر الأسباب، والتوتر الدائم، والقلق، وغياب السعادة والمرح، والكآبة.

11. الملفات المفتوحة:

يؤجِّل كثيرٌ من الأشخاص معالجة القضايا المفتوحة بينهم، فقد يُثير شخصان نقاشاً ما بينهما، ومن ثمَّ يعطي كل شخص رأيه ويُغلَق بعدها النقاش دون وصول إلى نتيجة نهائية بخصوصه؛ الأمر الذي يؤدي إلى وجود فجوات كبيرة في العلاقة بينهما بسبب وجود كثير من الملفات غير المعالجة. لذا يكون لزاماً على كل شخصين اعتماد أسلوب الصراحة والحوار الذي يترتب عليه حلول فعالة.

12. المسؤولية:

أنت غير مسؤول عن أسلوب تعامل الآخر معك، ولكنَّك مسؤول عن طريقة استجابتك لتعامله، وعن كيفية قلب الأمور في صالحك، وهنا تأتي القوة، حيث يُدرِك الشخص القوي أنَّه يستطيع الفوز بنفسه وبالآخر من خلال إدارة انفعاله.

13. النقد:

يعتمد كثير من الناس أسلوب النقد التحطيمي، بحيث يواظبون على لوم الآخر في كل شيء؛ الأمر الذي يُشعِل نار الخلافات بينهم وبين الآخر، فعلى سبيل المثال: تُحفِّز الأم خصلة العناد والتمرد لدى طفلها عندما تقول له: “أنت شخص فاشل، ألم أقل لك ألَّا تشاهد التلفاز الآن؟”، دون أن تصل النتيجة المرغوبة، في حين أنَّها ستصل حتماً إلى ما تريد عند اتِّباعها أسلوب النقد البنَّاء؛ كأن تقول له: “أنا أحبُّك جداً، وأعلم أنَّك ولد مُجدٌّ، ولكن من وجهة نظري إنَّ مشاهدتك التلفاز في مثل هذا الوقت ليس بالأمر الجيد، وأنا متأكدة من أنَّك ستضع دراستك في المرتبة الأولى من اهتماماتك لأنَّك واعٍ وناضج”.

عبَّرت الأم هنا في هذا الأسلوب عن فكرتها بطريقة إيجابية جداً بحيث أعطت طفلها تحفيزاً إيجابياً، وأوصلت إليه فكرتها الناقدة بين جملتين إيجابيتين.

14. الحدود الشخصية:

يتعامل كثير من الناس بجهل تام أمام الحدود الشخصية للآخرين، فيتجاوزونها دون أدنى إحساس بحجم الكارثة التي اقترفوها؛ ممَّا يؤدي إلى كثير من الخلافات والانفعالات.

لذا على الإنسان أن يقدِّر المساحة الخاصة لكل فرد، وحرية كل إنسان في اختيار طريقة كلامه وملبسه وأسلوب حياته، وقيمه وتوجُّهاته وقراراته، على أن تكون في إطار يحافظ على حرية الآخرين.

شاهد بالفيديو: 5 خطوات لوضع حدود شخصية لنفسك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/6VCiRT-2S6U?rel=0&hd=0″]

15. التغافل:

يتعامل كثيرٌ من الأشخاص مع الآخرين بكثير من السلبية، فلا يتجاهلون أي موقف يقوم به الآخر مهما صَغُر وكان تافهاً وبلا قيمة؛ الأمر الذي يوقع كثيراً من الخلافات بينهم وبين الآخرين.

لا يوجد أجمل من ثقافة التغافل عن صغائر الأمور والرحمة بالآخرين، وتغليب النيَّة السليمة في كل الأحيان.

16. منهجية الإدراك والتقييم:

تكمن الخطوة الأولى بضبط الانفعال السلبي في إدراكك ما تمرُّ به؛ لذا استثمر لحظات صفائك في محاولة تطوير ذاتك وكشف مكامن ضعفها، كأن تسأل نفسك: “ما الذي يُغضبك، وما هو شكل تعبيرك عند الغضب، وهل تغضب من شخص معيَّن أو من شيء معيَّن (مثيرات الغضب)؟ وهل استفدت شيئاً ما من ثورة الغضب التي قمت فيها المرة الماضية؟”.

تمنحك هذه الأسئلة صورة شاملة عن وضعك الحالي وتحفِّزك على التغيير، فتبدأ بتحديد الأمور التي تُطيل مدة انفعالك والأمور التي تُنقصها؛ أملاً في إدارة انفعالك، كأن تُسجِّل: “يُقلل التنفس الاسترخائي من حدة انفعالي، ويطول انفعالي في حال هروبي من المواجهة، وأستطيع التفكير بصورة أفضل بكثير عندما أتريث قليلاً قبل إعطاء ردة فعل على الأمر”.

تمنحك قائمة “ممددات الانفعال ومقصِّراته” خارطة طريق واضحة، بحيث تصبح قادراً على استدعائها في عقلك عند تعرُّضك إلى انفعال ما، فتتمكن من معالجته في أسرع وقت ممكن.

اعلم أنَّ ثواني التفكير التي تأخذها بعد تعرُّضك إلى موقف انفعالي، تعني الكثير وقادرة على إحداث فرق كبير في النتيحة النهائية؛ فلا تُضع وقتك في التفكير بالخلاف والمشكلة، بل اعمل على التفكير في حلول لإنهاء الخلاف، وخصص كل وقتك للحلول وأعِد تقييم وضعك باستمرار، والمس التغيير في تطوير ذاتك ومهاراتك وقدراتك.

الغضب طاقة كبيرة جداً عليك استثمارها وإلَّا سوف تُدمِّرك حرفياً، لذلك اغضب على عدم تطورك في الحياة، اغضب على وقوفك في هامش الحياة، اغضب على ساعات يومك التي تذهب هباءً، اغضب على بُعدك عن هدفك وأحلامك؛ عندها سيكون غضبك إيجابياً ومفيداً ويدفعك إلى الأمام.

الخلاصة:

اعلم أنَّك المسؤول الأساسي عن إدارة حياتك وغضبك وانفعالاتك، واعلم أنَّ خلافاتك مع الآخرين فرصة حقيقية كي تُعيد التفكير في منهجيتك وقيمك ورسالتك وتوجُّهاتك في الحياة. تأتي قوة الإنسان من رقيِّه ووعيه لا من عضلاته وشتائمه.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!